في بلدة إبل السقي صاروخ اسرائيلي على منزل… ونجاة العائلة بأعجوبة
ميس الجبل وأخواتها من القرى.. الوجع الحاضر بكل تفاصيله يروي عمق المعاناة
تحولت البلدات الحدودية اللبنانية إلى مساحة خاوية هجرها أهلها بفعل الدمار الواسع الذي سويت فيه أبنية كاملة بالأرض ودمر بعضها الآخر في شكل كبير أو جزئي. وعمد الجيش الإسرائيلي في توغله البري إلى تفخيخ البيوت والمرافق العامة بشكل متعمد للقضاء على إمكانية الحياة فيها، ومن بين تلك البلدات ميس الجبل التي تحولت إلى بلدة منكوبة بامتياز بحسب رئيس البلدية عبد المنعم شقير.
وقال شقير لـ «الأنباء»: «غادر سكان ميس الجبل منذ سنة كاملة باتجاه القرى المجاورة أولا عندما فتحت جبهة اسناد غزة في 8 أكتوبر 2023. وبعد توسع القصف في 2 سبتمبر 2024 والذي لم يستثن قرية وبلدة في الجنوب اللبناني، كان النزوح إلى مناطق متفرقة. ولم يعد من أحد في البلدة بفعل القصف المتكرر للطائرات الحربية الإسرائيلية الذي قدر بأكثر من 5000 قذيفة انشطارية وفوسفورية، فيما تخطى عدد الغارات الجوية ال 550 غارة منذ بدء الحرب، ما أدى إلى استشهاد عدد كبير من أبناء البلدة».
وتابع شقير «أوقعت الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على البلدة منذ سنة كاملة 78 شهيدا من المدنيين جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن. وهناك 4 مسنين رفضوا مغادرة البلدة ولا نعرف مصيرهم. وتواصلنا مع الصليب الأحمر الدولي وقوات الطوارئ الدولية، وكان الرد أن اسرائيل لم تسمح لهم بالدخول إلى البلدة».
وعمد الجيش الإسرائيلي بعد التوغل في البر إلى تفخيخ المنازل ونسفها ومحوها من الوجود بطريقة متعمدة. وقال شقير في هذا السياق: «آلاف الوحدات السكنية تم تدميرها بشكل كامل فاق عددها 4800 وحدة سكنية. وكذلك تم القضاء على أجمل ما في البلدة وهي الحارة القديمة التي يعود عمرها إلى مئات السنين، وهي عبارة عن أبنية تراثية معمرة بالحجر الصخري ومزينة بنوافذ ذات الجمال المعماري الذي يحكي تاريخا عريقا، وتقف عند عتبتها بوابة من الطراز القديم، إضافة إلى بئر المياه المنحوتة، وكلها تعني لنا الكثير لما تكتنزه من ذكريات أجدادنا وآبائنا».
وتعد ميس الجبل إحدى القرى اللبنانية وأكبرها بين بلدات قضاء مرجعيون في محافظة النبطية، وتضم السرايا الحكومية التي فخخها الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي ودمرت بالكامل، إلى جانب المستشفى الحكومي الذي تستفيد من خدماته أكثر من 25 قرية من قرى المنطقة، وقد تضررت أجزاء كبيرة منها، فتوقف العمل في كل أقسامها وغادرها الجهاز الطبي، إضافة إلى تدمير مبنى البلدية.
وأضاف رئيس بلدية ميس الجبل: «شيد المستشفى الحكومي عام 2004 بمساهمة من دولة الكويت الشقيقة التي لم تبخل يوما على لبنان في مد يد العون والمساعدة. وساهم الصندوق الكويتي للتنمية بعد حرب 2006 بتجهيز المستشفى بالمعدات الطبية».
يبلغ عدد سكان ميس الجبل 30 ألف نسمة، والمقيمون صيفا وشتاء 7500. وبحسب شقير فإن الحركة الاقتصادية تنشط في البلدة بشكل كبير من خلال مؤسساتها التجارية ومرافقها العامة والخدمات الأساسية ومنها التعليمية إلى جانب السنترالات وخزانات المياه ودور العبادة. ولم تسلم كلها من الوحشية الإسرائيلية بما فيها المقابر. كل ذلك تحول إلى أرض محروقة، وهذه سياسة تتبعها إسرائيل من خلال التدمير الشامل. وتضم البلدة أراض زراعية واسعة، ويعتمد سكانها على زراعة التبغ وعلى مواسم الزيتون وحقول الحبوب والخيم الزراعية التي تزرع فيها شتى أنواع الخضار وتعتبر مصدر رزقهم الأساسي.. كل ذلك تحول إلى ركام.
ويتابع شقير: «بلدة ميس الجبل المتاخمة للحدود عانت من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة منذ قيام الاحتلال عام 1948. واحتلها عام 1978 خلال اجتياح جنوب لبنان في العملية التي أطلق عليها عملية الليطاني، إلى أن انسحب منها عام 2000 يوم تحرير جنوب لبنان.»
ويوضح شقير: «لاتزال لدينا أراض داخل فلسطين المحتلة تبلغ 42 هكتارا وتقع إلى الجانب الشرقي باتجاه فلسطين. وعندما حصل ترسيم الحدود في 1923 كانت حدودنا إلى ناحية طبريا. وفي 1949حصل ترسيم الحدود مرة ثانية بين الفرنسيين والبريطانيين وبقيت هذه المساحة من ضمن الأراضي المحتلة، وفيها مغارة طبيعية منحوتة بالصخر مساحتها 500 متر كانت تخصص للمواشي في فصل الشتاء، وقد ورثناها عن أجدادنا في العام 1850 أي قبل تاريخ الترسيم بسنوات طويلة».
اتحاد درويش - الانباء
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|